منتدي افــ كيرلس ـــا
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، . كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل . بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
https://i.servimg.com/u/f87/13/87/72/27/ezlb9t10.png
منتدي افــ كيرلس ـــا
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، . كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل . بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
https://i.servimg.com/u/f87/13/87/72/27/ezlb9t10.png
منتدي افــ كيرلس ـــا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي افــ كيرلس ـــا

»---(¯`·.•°°• ( افا كيرلس ) •°°•.·´¯)---»
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الغريب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مينا صموئيل
مشرف قسم العصائر
مشرف قسم العصائر



ذكر
عدد المساهمات : 284
نقاط : 831
تاريخ التسجيل : 07/10/2009
العمر : 32

الغريب Empty
مُساهمةموضوع: الغريب   الغريب Emptyالأربعاء سبتمبر 01, 2010 4:32 pm

الغريب 34425

الغريب


الغريب


الغريب


من كتاب

(عندمالا تمطر السماء)



كنت ذات عطلة أزور والدتي، وهي تقيم على بعد يتجاوز 1100 كم. واستغرقنا في ذكريات الماضي البعيد، على عادة الأمّهات والأبناء. وكان لا بدّ أن تنزل العلبة الكبيرة التي تحوي الصور القديمة من على رفّ الخزانة، وتكبّ منها كومة مختلطة من المستطيلات الرقيقة التي تشهد لتدرّجي عبر الطفولة والمراهقة: زيّ رعاة البقر وزيّ الهنود الحمر، بدلة كُتنتايل في مسرحية الصفّ الأوّل، حيواناتي الأليفة في صغري، حفلات البيانو التي لا تنتهي، وقائع التخرُّج من المرحلتين الابتدائية والثانوية ثم من الجامعة أخيراً.
بين تلك الصور، وجدت صورة طفل مكتوباً اسمي على قفاها. لم يكن في الصورة بحدّ ذاتها شيءٌ غير مألوف، إذ بدوت مثل أيّ طفل آخر: لحيم الخدّين، شبه أصلع، ذا عينين لا تركّزان النظر. ولكن بطاقة الصورة كانت مغضَّنة ومفسَدة، كأنما عبث بها أحد حيواناتي الأليفة في صغري. وسألت والدتي عن سبب تشبُّثها بهذه الصورة المُهانة، مع أنّ لديها كثيراً غيرها من الصور السليمة.
ثمّة أمرٌ ينبغي أن تعرفه عن أسرتي: لمّا كنتُ ابن عشرة أشهر، أصيب والدي بالشلل القطَني الشوكي. وبعد ثلاثة أشهر توفّي، بُعيد ذكرى ميلادي الأوّل. وقد شُلّ والدي كليّاً وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ووهنت عضلاته جدّاً حتى اضطُرّ لأن يعيش داخل برميل فولاذي كبير يقوم بالتنفس عوضاً عنه. وكان زوّاره قليلين- إذ إنَّ الناس عام 1950 كانوا ذوي وساوس من جهة الشلل مثلما هم اليوم من جهة السيدا (الإيدز). والزائرة الوحيدة التي كانت تعوده بأمانة، والدتي، كانت تجلس في مكان معيَّن بحيث يُتاح له أن يراها في مرآة مثبَّتة بجانب الرئة الفولاذية.
وشرحت لي أمي أنّها احتفظت بتلك الصورة كتذكار، لأنّها في أثناء مرض والدي علِّقت برئته المعدنية. وكان قد طلب صوراً لها ولابنيه الاثنين، فاضطُرّت لأن تحشر الصور ما بين بعض المقابض المعدنية. من هنا تغضُّن صورتي طفلاً.
نادراً ما رأيتُ أبي بعد إدخاله المستشفى، إذ لم يكن مسموحاً بإحضار الأطفال إلى جناح المشلولين. ثم إنني كنتُ صغيراً جدّاً، بحيث لو سُمح لي بالدخول ما كنتُ لأحفظ الذكريات.
وحين أخبرتني والدتي قصّة الصورة المغضَّنة، حصلت لديّ ردّة فعل غريبة وقوية. فقد بدا أمراً غريباً أن أتصوّر شخصاً يعنيه أمري، رغم أنّي لم ألتقه قطّ، بمعنى ما. ذلك أنّ أبي، في أثناء أشهر عمره الأخيرة، قضى ساعات يقظته محدِّقاً إلى تلك الصور الثلاث لعائلته، عائلتي. ولم يكن في نطاق رؤيته أيّ شيء آخر. فماذا كان يفعل طول النهار؟ اكان يصلّي لأجلنا؟ نعم، بكل يقين؟ أكان يحبّنا؟ نعم! ولكن كيف لمشلولٍ أن يعبِّر عن حبّه، ولا سيَّما حين يكون حضور ولديه إلى الغرفة محظوراً؟
غالباً ما فكّرت بتلك الصورة المغضَّنة، لأنها واحدةٌ من الحلقات القليلة التي تربطني بالغريب الذي كان أبي، ذاك الغريب الذي مات أصغر منّي الآن بعقدٍ من الزمن (عام 1988 بلغ يانسي 39 عاماً). فإنّ شخصاً لا ذكرى لديّ عنه، ولا معرفة حسّيّة لي به، قضى طول اليوم كل يوم مفكِّراً فيّ، مكرِّساً ذاته لي، محِبّاً إياي كأفضل ما يستطيع. وربّما، بطريقة من الطرق غامضة وعجيبة، يقوم بذلك الآن أيضاً في بعدٍ آخر. ولعلي أحظى يوماً بوقتٍ، وقتٍ كافٍ وافٍ، لتجديد علاقة أُنهيت نهاية قاسية حالما ابتدأت.
وقد ذكرتُ هذه القصة لأنّ المشاعر التي خالجتني عندما أرتني أمي الصورة المغضَّنة كانت هي بعينها المشاعر التي خالجتني تلك الليلة من شباط (فبراير) في غرفة بمهجع كلّيّة إذ آمنت أوّل مرّة بإله محبة. إذ ذاك أدركتُ ان هنالك شخصاً عظيماً...شخصاً يراقب الحياة وهي تتكشّف على هذا الكوكب. ثم إن هنالك شخصاً يحبّني. وكان ذلك شعوراً مذهلاً عامراً بالرجاء العجيب، شعوراً بالغ الجِدّة والحِدّة بحيث بدا جديراً تماماً بأن أخاطر بحياتي في سبيله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AvA.KyRiLLoS
( المــ؛؛ــد يــ؛؛ــر العــ؛؛ــام )
( المــ؛؛ــد يــ؛؛ــر العــ؛؛ــام )
AvA.KyRiLLoS


ذكر
عدد المساهمات : 590
نقاط : 1767
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 26

الغريب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغريب   الغريب Emptyالأحد سبتمبر 05, 2010 1:40 pm

الله بجد كلام جميل جدا
والموضوع اجمل
بجد مش عارف اقولك ايه ي
مشرفنا العسل
الغريب 413586
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kyrillos.yoo7.com
 
الغريب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي افــ كيرلس ـــا :: † منتدي الروحي † :: الــقــصـص الروحــيــة-
انتقل الى: